مؤسسو "الجماعة السلفية" يجددون تمسكهم بالمصالحة ويردون على "درودكال"
"الكمائن قوة الضعيف وما وقع في المنصورة مجرد فقاعات"
اعتبر مؤسسون "للجماعة السلفية للدعوة والقتال"، أن الاعتداء الذي استهدف موكبا للدرك الوطني بالمنصورة بولاية البرج "مصيبة".
-
لكنه لا يجب أن يؤدي الى التراجع عن مسار المصالحة الوطنية على خلفية
ضرورة ترك الباب دائما مفتوحا للراغبين في تسليم أنفسهم بالقول "كم من شخص
كان رافضا للمصالحة ومعارضا، لكنه انتهى الى تسليم نفسه بعد اقتناعه"،
ودعا هؤلاء أفراد الأمن الى التحلي بأكثر يقظة، لأن منفذي الكمائن التي
تعد سهلة جدا و"هي سلاح الضعيف" يرصدون الثغرات والهفوات للقيام بها،
وأدرجوا اعتداء المنصورة ضمن "الفقاعات". - ووصف
قياديون في تنظيم "الجماعة السلفية" تحت إمرة حسان حطاب (أبو حمزة) سابقا،
المجزرة التي استهدفت قافلة للدرك الوطني بالمنصورة بولاية برج بوعريريج،
بـ"المصيبة" ودعوا أفراد الأمن الى التحلي بأكثر حذر ويقظة، لكن "لا يجب
أن ينتابنا اليأس"، وجددوا تمسكهم بترقية المصالحة الوطنية كحل فعال وناجع
للأزمة الأمنية. - وشدد
قياديون سابقون من أبرز مؤسسي تنظيم "الجماعة السلفية" في أول تعليق لهم
على مجزرة المنصورة، على أنه لا يجب أن يؤدي هذا الاعتداء الإرهابي الى
اليأس وإحباط المعنويات والتراجع عن مساعي المصالحة الوطنية، وقال هؤلاء
في اتصال بـ"الشروق": "لايجب أن نيأس حتى يتحقق الأمن والسلم في البلاد"،
وجددوا تمسكهم بمبادرة السلم والمصالحة الوطنية على خلفية أنه "إذا واصلنا
مساعي التهدئة والنداءات لإخواننا للانضمام الى المبادرة سنسترجع السلم
حتما". - وأشار
هؤلاء الى أن العديد من المسلحين في الجبال كانوا من أشد الرافضين
للمصالحة الوطنية ووقف نشاطهم، لكنهم اقتنعوا في النهاية وسلموا أنفسهم،
وهو ما يراهن عليه اليوم أتباع حطاب، خاصة عندما يقول قيادي بارز سابق في
"الجماعة السلفية"، أن منفذي اعتداء المنصورة "هم ضحايا من أفتاهم ويفتيهم
الى حد الآن"، مشيرا الى ضرورة العمل في اتجاه إعطاء الصورة الحقيقية
للإسلام وتحديد ضوابط الجهاد وشروطه. - وسألت
"الشروق" هؤلاء عن خلفيات الجريمة الأخيرة التي تشير بعض الأوساط المتتبعة
الى أنه رسالة رفض جديدة لكل مبادرة سلم في ظل الحديث عن إصدار عفو شامل،
ليؤكدوا أن ما وقع في المنصورة "ليس تصعيدا" وأضافوا "نحن عشنا سنوات في
الجبل وندرك طريقة إعداد الكمائن برصد التحركات مدة طويلة واستغلال أية
ثغرة لتنفيذ العملية". - وأكد
هؤلاء الذين كانوا قياديين بارزين في جماعة حسان حطاب أن الكمين سهل على
أي إنسان، لأن القوة تكمن في المجابهة، ورشاش واحد يمكن أن يخلف مجزرة،
ولم يستبعدوا أن أفراد الدرك كانوا يتمازحون ويتحدثون فيما بعضهم عندما
تفاجأوا بالكمين، مؤكدا أن الكمائن ليس فيها دور كبير وليست دليل قوة "لكن
يجب على أفراد الأمن التحلي بكثير من اليقظة لقطع الطريق أمام ضعاف
النفوس". - وجدد
هؤلاء دعوة السلطات لاعتماد سياسة اجتماعية للتكفل بالعائدين من الجبال،
وألمحوا الى أن العودة للحل الأمني لن تكون مجدية "يجب دائما فتح باب على
الأقل لهؤلاء، لأن الأهم هو القضاء على الأزمة التي تقتضي التضحيات
لاسترجاع المسلحين في الجبال".